بسم الله الرحمن الرحيم
-الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
-روى مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم السلمي في حديثه الطويل أنه قال:
وكانت لي جارية ترعى غنما لي قِبَل أُحُد والجوّانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون لكني صككتها صكة فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعظّم ذلك علي، قلت: يا رسول الله أفلا أعتقها؟ قال
ائتني بها) قأتيته بها فقال لها
أين الله؟) فقالت:في السماء. قال
من أنا؟) قالت: أنت رسول الله. قال
أعتقها فإنها مؤمنة)..
-توحيد الأسماء والصفات:هو إفراد الله تعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله وذلك بإثبات ما أثبته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل
ومثال ذلك:هذا الحديث وهو أن النبي سألها أين الله؟ فقالت: في السماء. فأقرّها على ذلك بل شهد لها بالإيمان..
قال بعض العلماء:كثير من الناس الآن بل وبعض الدكاترة إذا سألتهم أين الله قال لايجوز هذا السؤال أو قالوا الله موجود في كل الوجود أو الله موجود في كل مكان!! والعياذ بالله تعالى..
لذلك هذه الجارية صاحبة الفطرة السليمة أعلم منهم
وكثير منهم يقولون الله موجود ويسكتون فهم بذلك لا يعرفون وجهة معبودهم!..
والأمر في ذلك يعود لشيئين :
1-الجهل بالسنة الصحيحة:حتى أن بعضهم ضعّف هذا الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه.
2-أن الجماهير غفلت عن الأصل الثالث وهو ما كان عليه السلف الصالح.
قال الإمام الأوزاعي:كنا والتابعون متوافرون نقول:إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات..
قال عبد الله بن المبارك:الله فوق عرشه بذاته
أي ليس في كل مكان)،
بائن من خلقه
أي ليس كما يقوله بعض الصوفية من وحدة الوجود)،
وهو معهم بعلمه
علمه في كل مكان أما الله فقد استوى على عرشه)،
قال ابن قدامة المقدسي:وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف من الإقرار والإمرار لآيات الصفات،وقال :وكل ما جاء في القرآن أو في السنة نؤمن به ولا نرده ولا نجحده ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره ولا نشبهه بصفات المخلوقين ولا بسمات المحدَثين ونعلم أنه سبحانه لاشبيه له ولانظير(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)...وهكذا في كل صفاته تعالى.
قال الإمام أبو عبد الله الشافعي رضي الله عنه وأرضاه:
آمــنـــت بالـــلـــه وبــمـا جــاء عـــن الــلــه عــلـى مـــراد الـــلــــه
وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله وعلى مرد رسول الله
نسأل الله تعالى الثبات على دينه حتى الممات.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم والحمد لله رب العالمين.